الصحفيون ومصادر المعلومات

يتمايز الصحفيون في أهمية المحتوى الذي يقدمونه، بما يمتلكونه من شبكة مصادر واسعة ومؤثرة وفعّالة تتيح لهم الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة في الوقت المناسب، ما يساعدهم على تحقيق السبق والموثوقية لصالح مؤسساتهم التي يعملون بها. بيد أن  الاضطلاع بباقة متنوعة وموثوقة من المصادر ليس بالأمر الهين، فهي تحتاج عملا تراكميا وبناء لجسور الثقة بين الصحفي ومصادر المعلومات.

إن حقيقة كون وسائل الإعلام أدوات تأثير قوية في المجتمع والسياسة وغيرهما، تجعل أصحاب المصالح يتوقون إلى الاستفادة منها والانتفاع بتأثيرها، وبالتالي فإن الوسيلة الأقرب لتحقيق ذلك هم الصحفيون والمراسلون، وعليه فكثيرا ما يتعرض الصحفي المراسل إلى التضليل المتعمد من قبل المسؤولين ومن لهم علاقة مباشرة بالحدث وأحيانا أخرى إلى الابتزاز، وهنا يظهر مدى قدرة الصحفي على التمحيص والتدقيق والتمسك بأخلاقيات وضوابط مهنته.

كيف نتعامل ؟

كي ينجو الصحفي من الوقوع في مصائد أصحاب المصالح ومن يرمون إلى جعله وسيلة لتمرير ما يشاؤون، لا مفر له من أن يكون فطِنا عارفا بسياقات الأحداث والخلفيات التاريخية للموضوع، قادرا على التحقق من معلوماته بطرائق مختلفة تجعله يتيقن إلى حد كبير من مصداقية ما يَرِد عليه، لكن إن لم يستطع الصحفي أن يُبقي حاسة الشك فيما يرد عليه متوقدة وحاضرة ومتحفزة إلى التثبت وفهم ما يترتب عليها؛ فإنه سيكون عرضة للاستخدام السيء كلما سنحت الفرصة، فيفقد مصداقيته ويسيء إلى مؤسسته.

تتفاوت وسائل الإعلام عموما في إلزام موظفيها بالتدقيق وتحري المعلومات لا سيما إذا ما تعلق الأمر بما يصب في مصلحة المؤسسة وتوجهات القائمين عليها، إلا أن ذلك ينبغي ألا يؤثر على الصحفي أو المراسل فيجب عليه أن يبقى متوقد الذهن دائم الحذر قليل الثقة بالمسؤولين وأصحاب المصالح، لكي يعصم نفسه ومتابعيه من التضليل والتزوير، والأهم أن يطور معارفه وتقنيات تدقيق وتوثيق المعلومات والأخبار.

شارك المقالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

2 Responses

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *