يجتهد سياسيون حول العالم في بناء صورة ذهنية إيجابية لأنفسهم أو للمنظمات السياسية التي يتزعمونها. و” الاعتذار السياسي ” من أبرز أدوات السياسيين لمراجعة مواقفهم والاستجابة لمطالب مؤيديهم أو حتى الخصوم السياسيين عبر تقديم الاعتذار عن أخطاء أو سوء تقدير لأحداث عامة قد اشتركوا فيها، أو الاعتذار عن مواقف شخصية قد تتعلق بالسياسي نفسه أو أسرته ومحيطه المهني. ويؤدي الاعتذار لتحسين صورة السياسي وقد يرفع من شعبيته ومستوى التعاطف الشعبي معه خاصة لو كان السياسي في حاجة للاقرار بذنبه أو خطأ تقديره السياسي.
وهناك الاعتذار السياسي الصادر أو المطلوب من الدول والحكومات وهو عادة يكون مرتبطاً بالعلاقات بين الدول، وهذا النوع من الاعتذار له أسبابه ودوافعه ونتائج مختلفة التأثير والتفاعل عن نتائج اعتذار السياسيين على المستوى الوطني.
السياسي يقول الحقيقة ؟
من أكثر التهم التي يواجهها المشتغلين في الشأن العام والعمل السياسي هي إخفائهم للحقائق وتعمدهم تضليل الجمهور وعلى أساس هذا الاتهام تصبح صورة السياسي سلبية لدى عموم جمهوره حتى لو حافظ على دعم شعبي جارف لشعاراته وبرامجه ومواقفه السياسية، ستظل هناك أطراف أخرى داخل المجتمع تناصبه العداء أو لا تكترث لمحاولة السياسي لتغيير الصورة النمطية له لدى أذهان مواطنيه.
الاعتذار مفيد !
السياسي القادر على مداومة الاعتذار على سوء تقديره للمواقف العامة أو نتيجة لسلوكياته الخاصة التي قد تغضب جمهوره يستطيع أن يعزز موقعه لدى الرأي العام كسياسي شجاع لا يتردد في تقييم مواقفه ومراجعة خطواته قبل أن يفاقم بتعنته أو صلفه مشاكل قد تتطور إلى نزاعات وأزمات حادة داخل المجتمع.
رأي عام عاطفي ؟
يرى كثير من خبراء الاتصال والعلاقات العامة بأن الرأي العام قد يسهل التأثير عليه وتوجيهه، ولكن قد يكون من الصعب توقع ردات فعل الرأي العام إزاء مواقف السياسيين العامة أو الشخصية. ولذلك فإن السياسيين والمشتغلين بالشأن العام عليهم أن يتوقعوا ردات فعل عاطفية للجمهور، قد تستوجب رد فعل عاطفي ومقر بالخطأ من السياسي أو الشخصية العامة يكون متوافقاً مع المزاج العام الذي يريد أن يشعر بتقدير السياسي له.