برز التسويق التأثيري (Influence Marketing) خلال السنوات الأخيرة من خلال توجه الشركات والمنظمات الربحية للاستفادة من الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عن منتجاتها وخدماتها ، بالإضافة إلى الحصول على دعمهم للعلامة التجارية للمعلن، اعتماداً على ملايين من المتابعين لحسابات وأنشطة هؤلاء المؤثرين. ويستخدم هذا النوع بشكل أكبر في مجالات الأنشطة التجارية.
من هم المؤثرون (Influencers ) ؟
المؤثرون على منصات الإعلام الاجتماعي هم مدونون أو شخصيات مشهورة يملكون متابعين تتراوح أعدادهم بين مئات الآلاف وصولاً إلى ملايين المتابعين. الفئة الأولى هم المؤثرين الصغار ( Micro-influencers ) والثانية هم المؤثرين الكبار (Celebrities ) ولديهم قدرة أكبر على جذب الجمهور وهناك جدل حول أي الفئتين أكثر تأثيراً. وهناك احصائيات تشير إلى أن 2017 شهدت ارتفاعاً في تأثير الـ (Micro-influencers) في مجال التسويق الإلكتروني. ومن خلال التدوينة القادمة سنتابع هذا الجدل القائم.
مصدر تأثيرهم ؟
تعتمد المنظمات وأصحاب الأعمال على فاعلية المؤثرين على إيصال الرسالة التسويقية لمتابعيهم انطلاقاً من ارتفاع نسبة موثوقية هؤلاء عند متابعيهم. خاصة وأن هؤلاء المتابعين لم يجبروا على متابعة المؤثرين وغالباً ما تكون متابعتهم لهم تنطلق من دوافع سيكولوجية مرتبطة بالإعجاب أو التأييد والتعلق بهم. وعلى هذا الأساس تضمن الشركات وصول علامتها التجارية بشكل سلس ومن ثم التفاعل الإيجابي معها لشرائح كبيرة من الجمهور.
مؤثرون سياسياً ؟
مع تزايد أهمية منصات الإعلام الاجتماعي في الدعاية والتسويق السياسي أثناء فترات الانتخابات والتحولات السياسية، أصبح منظمو الحملات أكثر إدراكاً لأهمية المؤثرين في توجيه الرأي العام، وقدرتهم على تغيير القناعات والسلوك السياسي لمتابعهيم إزاء قضايا آنية من مثل الانتخابات أو قضايا عامة أخرى. جوهر تأثير الرسالة السياسية التي يرسلها المؤثر، هي أنها موجهة لجمهور مستعد أصلاً لاستقبال رسائله ويمنحه ثقة عالية. ويسهم المؤثرون في تشكيل صورة ذهنية إيجابية للسياسيين.
خطورتهم سياسياً ؟
عندما لا يكون المؤثر ملتزماً بالقضية التي يسوق لها أو مقتنعاً ببرنامج المرشح الذي دفع له ثمن التسويق له ولأفكاره، فإن هذا المؤثر سيتحمل عقبات أي اخفاقات أو جرائم قد يرتكبها الكيان أو السياسي الذي مثله. مما يؤدي إلى خسارته لثقة متابعيه. كما أن قدرة المؤثرين على تضليل الرأي العام بمعلومات مغلوطة أو توجيه اتهامات لخصوم سياسيين يعمق الانقسامات داخل المجتمعات.
One Response