تجنب أن يكون هؤلاء شركاءك في أعمالك الخاصة!

خبرتُ تأسيسَ أعمالٍ عديدة خلال خمس عشرة سنة مضت، كنت شريكاً مع عدد من الشركاء في أكثرها، كان شركائي في تلك الأعمال شخصيات محترمة ومتفوقة في وظائف أخرى لدى منظمات عمومية أو شبه عمومية، فضلا عن كونهم أصدقاء رائعين. رغم ذلك لم ننجح في تأسيس أعمالنا المشتركة الخاصة، فلماذا نجحوا في الوظيفة العمومية إذا؟ ولماذا أخفقوا في تأسيس أعمالهم الخاصة؟

لماذا أخفق الشركاء ؟

في تقديري يرجع إخفاقنا في تلك الشراكات إلى عدة أسباب موضوعية، كلها لا تتعلق بالكفاءة والمعرفة الفردية، فشركائي من أكثر من عرفتهم خبرة ومعرفة في مجالات عملهم.

لم ننجح للأسباب التالية:

  1. لا يملك الشركاء روح المغامرة التي يتطلبها البدء في تأسيس أعمال جديدة، تصل فيها احتمالية النجاح والفشل إلى 50% للاحتمالين.
  2. يصعب عليهم نفسيا ترك وظائفهم المستقرة للتفرغ ولو جزئيا لعملهم الخاص الجديد. والأخطر يتخفون من إظهار امتلاكهم أعمال خاصة خوفا من مدرائهم وزملائهم.
  3. يقلق ويعتذر الشركاء عن دفع المال الذي جمعوه من العمل بوظائفهم شبه العمومية أو العمومية، للنهوض بأعمالهم الخاصة، ويتهربون حتى من الالتزامات المتعلقة ببذل جهد إداري أو تسويقي. وتتحول الاجتماعات إلى جلسات أصدقاء ومجالس للمؤانسة وليس للعمل، يكثر فيها تقديم الطعام والعصائر والقهوة، ويفضلون أن تعقد الاجتماعات في منازلنا وكأننا في زيارات عائلية.
  4. مترددون في اتخاذ قرارات جريئة دون أن يملكون لها غطاء ماليا أو إداريا، فهم لا يملكون خبرة العمل المستقل وبالتالي لم يجربون المخاطرة تحت أي ظرف سابق.
  5. يعرقل الشركاء تسارع دورة صناعة القرار واتخاذه تأثرا ببيئات العمل العمومي التي تكثر فيها سلوكيات البيئات البيروقراطية.
  6. تنقصهم خبرات تتعلق بالعمل في بيئة السوق التنافسية، ووعيهم بإستراتيجيات التسويق وتكتيكاته محدود.
  7. يتوقعون الربح السريع ويطالبون به، الأمر الذي ينتهي بهم إلى عقد اجتماعات نمطية يسيطر فيها نهج التلاوم والعتب.
  8. يفتر حماسهم سريعا، ويبدأون الانسحاب من التزاماتهم في أعمالهم الخاصة، ويقودهم خوفهم إلى البحث عن ترقية أو علاوة في وظائفهم العمومية.
  9. تصبح أنت أمام خيارين إما أن تفقدهم كأصدقاء وزملاء، أو أن تقبل تخليهم عنك وتركك تضرب كفا على كف.
  10. في النهاية ستحدد مصيرك وحيدا، وتقرر وحدك هل تستمر في العمل في شركتك إن كنت مصرا على تحقيق حلمك؟

خطط مجددا أن تؤسس أعمالك باختيار شركاء يتمتعون بالاستقلالية، والعزم على مواجهة تحديات ومخاطر العمل الخاص، ولا يفوتك الحصول على استشارات من خبراء سبق لهم تأسيس أعمال عديدة فالمستشار يحميك من أخطاء حتمية ستقع فيها إن لم تستعن بالخبراء.

شارك المقالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

2 Responses

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *