مراكز استطلاعات الرأي عادة ما تكون مستقلة، وتعمل على سبر آراء الجمهور إزاء قضية معينة قبيل أو أثناء أحداث محددة، بالإضافة إلى استطلاع آراء عينات أخرى بعد انتهاء هذه الأحداث وحدوث التغيرات بالمجتمعات. وتعتمد هذه المراكز على إجراء مكالمات هاتفية أو عن طريق مقابلات شخصية أو باستخدام الانترنت للوصول للعينات المستهدفة وتوقع النتائج عبر تحليل آرائها.
نجحت مراكز استطلاعات الرأي العام في توقع أحداث سياسية مختلفة بالمجتمعات الغربية، وتنجح في تحديد اهتمامات واحتياجات الجمهور في أحوال كثيرة، وتستند شركات ومؤسسات كبيرة على نتائجها لتحديد خططها التسويقية، وكذلك الحكومات لمعرفة آراء مواطنيها تجاه قضايا محددة.
تراجع دقة التوقعات
في المقابل اخفقت مراكز استطلاعات الرأي خلال السنوات الماضية في توقع نتائج أحداث وتحولات سياسية كبرى، كان ابرزها رأي البريطانيين حيال خروج بلادهم من عضوية الإتحاد الأوروبي أو توقع فوز هيلاري كلينتون بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
قبل الانتخابات العامة البريطانية سنة 2015 توقع مركز YouGov ذو السمعة المتميزة في دقة توقعاته خسارة حزب المحافظين، وهو مالم يحدث وحقق أغلبية ساحقة مكنته من تشكيل الحكومة منفرداً. كما توقع أن يصوت البريطانيون لصالح البقاء بالإتحاد الأوروبي.
وهو الأمر الذي لم يحدث. برر YouGov خطأ توقعاته بأنهم استهدفوا عن طريق الهاتف مواطنين متعلمين ومهتمين بالشأن السياسي ولديهم رأي مسبق ويريدون التعبير عنه عبر التصويت، ولكن لم يأخذوا رأي عينات من المواطنين في الشوارع لم تحدد مسبقاً خلفياتهم وسلوكهم السياسي.
ليست ثقة مطلقة
يمكن القول أن مراكز الاستطلاع مطلوب منها نقل رأي العينة المستهدفة، ولكن لا يمكن الوثوق بأن هذا الرأي هو رأي ثابت لا يتغير وقد يتحول إلى سلوك انتخابي. إجمالاً لا يمكن الثقة مطلقاً بنتائج مراكز استطلاعات الرأي. فعلى الرغم من أنها قد تؤثر على رأي جزء من الجمهور لكي يختار مرشح معين عندما يرى المترددين أنه المرشح الفائز وفقاً للاستطلاعات.
كما أن إمكانية وصول فرق الحملات الانتخابية للجمهور بشكل مباشر ومتكرر واستهداف الشرائح المحددة سلفاً لمستخدمي منصات الإعلام الاجتماعي، تزيد من نسبة خطأ استطلاعات الرأي العام التي تستخلص توقعاتها عبر أخذ رأي عينة قد يتغير موقفها السياسي بعد مشاهدتها لفيديو مدة ثواني أو مستند مسرب على الانترنت.
فرق الحملات الإنتخابية عليها ألا تقع في فخ نتائج مراكز استطلاعات الرأي والتي قد تكون سبباً في تراخي فرق الحملات وتراجع أداء أفرادها في حالات ضمان الفوز بالانتخابات. كما أن استغلال مراكز الاستطلاعات من أجل تضليل الرأي العام يسبب تراجعاً في ثقة الجمهور تجاه الأطراف السياسية التي تلجأ لاستخدام هذه العمليات التضليلية.