فاعلية شباب حزب العمال البريطاني في الحملات

انتخب جيرمي كوربين رئيساً لحزب العمال البريطاني في سبتمبر 2015 بنسبة 59,5% من أصوات أعضاء الحزب، وبعد عام من انتخابه تعمقت الانقسامات داخل حزبه وأجريت انتخابات داخلية أخرى نجح كوربين في الحفاظ على منصبه بـعد حصوله على 62,8% من أصوات الناخبين العماليين.

يطول شرح الأسباب التي أدت لصعود كوربين أحد أقدم نواب العمال داخل مجلس العموم البريطاني. لكن الملفت في مسيرة كوربين نحو زعامة الحزب هو دور الشباب ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز نفوذه داخل الحزب وقيادته لمعارضة قوية لسياسات الحكومة.

دور الشباب

نجح جيرمي كوربين في استقطاب أعداد كبيرة من الشباب ليصبحوا أعضاء بالحزب وتحصل على دعم غالبيتهم في الانتخابات الداخلية. وضمن مساندة قوية منهم لتعزيز موقعه أمام منافسيه التقليديين داخل الحزب، ولاحقاً استفاد من دور شباب الحزب في المشاركة في حملة العمال أثناء الاستفتاء على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي والانتخابات العامة المبكرة سنة 2017.

ولم يضطر كوربين لاستجداء الإعلام التقليدي  ليقدم نفسه وبرامج الحزب وقواعده الشابة والمتحمسة للبريطانيين، ولكن اتجه للإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي والتي نجح شباب الحزب في تجييرها لصالح حملات العمال ضد منافسيهم ونجحوا في الابتعاد عن دائرة تأثير الاعلام المعادي لكوربين.

كان لاكتساب شباب الحزب لخبرة إدارة الحملة الانتخابية الداخلية لكوربين لمرتين دور واضح في منحهم حيوية أكبر لقيادة حملات الحزب أثناء الانتخابات المبكرة.

تمكنت حملات الحزب على الانترنت وعبر المحتوى الذي تنشره من الوصول لأعداد كبيرة من الشباب في مناطق محسوبة على المحافظين تقليدياً عبر تبني الحزب لمطالب الطلبة بتخفيض أو إلغاء الرسوم الدراسية بالمملكة المتحدة. وعن طريق منصات لكتابة مدونات سياسية روجت لبرامج الحزب ورؤية زعامته الجديدة.

سياسة المواجهة الإلكترونية

ركزت حملة حزب العمال الانتخابية سنة 2017 على استخدام فيسبوك وتويتر من أجل تحفيز الناخبين ودفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات، بشكل أكبر من تركيزها على الهجوم على حزب المحافظين.

وتمكن العمال من تقليص الفارق في استطلاعات الرأي  بينه وبين حزب المحافظين من 24 نقطة إلى 3 نقاط قبل الانتخابات بأيام وسط تفاعل كبير مع حملات الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي.

نجح العماليون عن طريق نشر وإنتاج محتوى مكثف على الانترنت في خلق حركة اجتماعية كبيرة. كان للمؤثرون دور بارز في حملات حزب العمال فكان موسيقيون ووجوه معروفة يقومون بزيارات ميدانية وفعاليات، وبشكل سريع تجد منشورات ومواد مؤثرة غطت هذه الفعاليات إلكترونيا.

بمعنى أن الحزب نجح في مخاطبة ناخبيه مباشرة، ولم ينتظر أن ترسل وسائل الإعلام رسائله للجمهور. ولعب حس الفكاهة دور بارز في حملات العمال الإلكترونية عبر منشورات وصور وفيديوهات حازت على معدلات عالية من التفاعل من الجمهور. وبذلك نجح الحزب في الاستفادة من حيوية الشباب ومهاراتهم في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي من أجل تعزيز نفوذ الحزب إلكترونياً على الرغم من عدم تحقيقه لأغلبية بالانتخابات إلا أنه منع المحافظين من تحقيقها.

شارك المقالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *